وصف المدون

إعلان الرئيسية


 

 الثوابت الكونية..حقائق علمية ودينية


الكاتب والباحث/ عبد المنعم إبراهيم

 

(Piو e)الثابتان
  

كل من يقع نظره على هذه اللوحة التي تحمل الحرف "باي" الذي يعبر عنه بـالرقم 3،14, وبالتدقيق في هذا الكم اللامتناهي من الكسور العشرية التي تلت  الفاصلة, حتماً سيقف محاولاً فهم معانيها ودلالاتها، والمغزى من وضع علماء الفضاء "الغربيين" هذه اللوحة على سطح القمر؟, والعبرة من وراء تخصيص العالم يوم الرابع عشر من " مارس" من كل عام  للاحتفاء بهذا الثابت المسمى "باي"!، والسر الكامن خلفه, سيذهب نحو البحث عن مدى علاقة هذا الثابت بالكون, وفيما اذا كان هناك صلة له بالإعجاز القرآني, بصرف النظر عن كون هذا الثابت انعكاس لمعادلة رياضية يتم الحصول على ناتجها عند تقسيم محيط الدائرة على قطرها.

 

( محاولة للفهم) 

على الدوام هناك محاولات دؤوبة من قبل العلماء لاستكشاف اسرار هذا الكون, والآلية التي يعمل بها, والقوانين الناظمة له, فقد اكتشف العلماء خلال مسيرتهم العلمية والبحثية عبر عقود خصائص بعض المعادلات التي سميت بـ"الثوابت الكونية", وعددها بطبيعة الحال ستة وعشرون " ثابتاً ", تشكل منظومة الضبط الدقيق لهذا الكون, ولتوازن الوجود المادي والحركة التفاعلية بين مكوناته, دون الإخلال أو التلاعب بأي من هذه الثوابت بأي حال من الأحوال ولو بمقدار شعرة, لأن ذلك إذا ما حدث سوف يؤدي الى إختلال ميزان هذا الكون, مما يتسبب في دماره .

 

من الأمثلة على ثوابت هذا الكون التي سأكتفي بتناول أبرزها, دون الخوض في تفاصيلها العليمة - "الثابت الكوني", الذي من خلاله يتم احتساب نسبة وسرعة توسع هذه الكون, وثابت " البنية الدقيقة" الذي يصف القوة الكهرومغناطيسية الموجودة في الأجسام والأشياء  في كل مكان من هذا الكون, مثل أجسام الكواكب والنجوم والمجرات, وكل ما يتعلق ببنية الكون المادية, وكذلك في جميع الأشياء التي يستخدمها الإنسان ويتفاعل معها, حتى أن العلماء توصلوا الى أن جسد الانسان لا يخلو من هذه القوة, وقد أشار العالم الفيزيائي "هولجر مولر" الى ذلك بالقول: أن كل شيء يحيط بنا إما خاضع للجاذبية، أو للقوة الكهرومغناطيسية، وهذا هو سبب أهمية هذا الثابت, حتى بات واضحاً  أن جميع هذه الثوابت تظهر ارتباطها بمفاهيم الفيزياء الفلكية فضلاً عن استخدام بعضها على أرض الواقع في مجالات مختلفة مثل الهندسة والعلوم الطبيعية, وفي دراسة الكواكب وتوزيع النجوم والمجرات, وفي الكشف عن الظواهر الفلكية, والأجسام السماوية التي تتولد جديداً.

  

ثابت أخر يعتبر من أعمدة هذه الثوابت, ألا وهو ثابت " الجاذبية" التي تُعنى بحركة الشد والدفع للأجسام التي لها كتلة, مما يسهم في الحفاظ على بقاء الكواكب في نفس مداراتها, فبدون " الجاذبية" يقول العلماء لن يستطيع الانسان السيطرة على حركاته, وبدونها ستكون المجرات والكواكب في حركة عشوائية ما سيفقد الكون توازنه, أما ثابت سرعة الضوء الذي  تساوي قيمته 299.792 كم في الثانية, فقد أتاح هذا الثابت للعلماء التنبؤ بأشياء كثيرة, من ضمنها معرفة احجام النجوم, وارتفاعات الجبال, وغيرهما, لذا ولأهمية هذا الثابت سوف يكون لنا في هذه الورقة البحثية وقفة قرآنية مع هذا الثابت, لبيان بعض الآيات والإشارات التي تضمنتها هذه القيمة.

  

تساؤلات)) 

على الدوام يدور الحديث عن مدى ادراكنا لقيمة هذه الثوابت, ويدور حول الآليات التي تضبط وجودنا على هذا الكون, سيما ونحن مكبلين بالعديد  من الشروط الفيزيائية التي تتحكم بتحركاتنا بكل تفاصيلها, بما يجعل السؤال المركزي لهذه الورقة البحثة التي أعكف على اعدادها, يفرض نفسه, حول فرضية وجود كائنات حية أخرى في هذا الوجود, لطالما يدور الحديث حول اعتبار الكرة الأرضية  كوكباً صغيراً في عالم لا متناهي من الكواكب والمجرات, وفيما إذا كان هذا الكون الفسيح  قد خلقه الله فقط من اجلنا لوحدنا نحن كبشر, أم أن هناك احتمالية لوجود فعلي لمخلوقات أخرى سواء عاقله أم غيرها تسكن كواكب واكوان اخرى غير الكرة الأرضية, وإمكانية حصول اجتماع أو تواصل يوماً ما لهذه المخلوقات مع البشر بطريقة أو بأخرى ؟؟؟, سيما وأن العلماء أعلنوا عن اكتشاف ما يقارب من 3500 كوكب في مناطق قريبة من كوكب الارض, بعضها شبيه بالأرض من حيث الكتلة والحجم, وقد جاء اعلان وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن اكتشافها كوكباً شبيهاً بكوكب الارض, قد يكون قابلاً للحياة, في هذا السياق  جاءت محاولات علماء الفلك المستمرة للتنصت عبر أجهزة وتلسكوبات دقيقة على موجات وترددات صوتية يُحتمل أن تكون صادرة من مخلوقات في كواكب أخرى في هذا الفضاء الفسيح, هنا تساءل عالم الفيزياء الإيطالي "أنريكو فيرمي" قائلاً: لطالما أن هذا الكون الفسيح يعج بالحياة فلماذا لا تتواصل هذه المخلوقات معنا ؟, ليأتي الرد على نحوين مختلفين, فمن جهته أكد الفيزيائي “لورانس إيفيس”، الأستاذ بجامعة "نوتنغهام"، أنه لربما يكون العدد 137 الذي يتعلق بثابت (البنية الدقيقة) للكون ويرمز له بالحرف (الفا-a) هو ذاك الذي بإمكاننا استخدامه لإرسال إشارات إلى الكائنات الفضائية لتعرفه, هذا إذا ما كانت هذه الكائنات قد طورت أنفسها بقدر من العلم الذي توصل العالم اليه, والكلام هنا لـ(لورانس إفيس), ومن جهته فقد تحدث الباحث في العلوم القرآنية الدكتور محمد شحرور رحمه الله عن آليه مختلفة وشكل مغاير لعملية التواصل هذه, ليضع احتمالية التواصل مع تلك المخلوقات تحت المجهر, مرجحاً أن تكون آلية التواصل هذه على شكل مقاطع صوتية كان قد استنبطها "شحرور" من الآية القرآنية التي سأتطرق لها في سياق هذه الورقة البحثية, وهذا يأخذنا للقول الى أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال القفز عن وجود الاحتمالات والفرضيات المتعددة التي قد ترشدنا احداها الى الحقيقة, وكذا الى الاستنتاج المنطقي أن خلف هذه العظمة وهذه الدقة في الصناعة التي لا تحيد احداه عن الاخرى ولو بمقدار شعرة خالق ومتصرف عظيم قد منح البشرية عقول للتفكر والتدبر في هذا الكون العظيم, ليتجلى مع هذه (الإجازة ) دور المفكرين والباحثين الاسلاميين  في المقاربة والسعي للحصول على أجوبة شافية, وبيان فيما اذا كانت فرضيات التواصل مع هذه المخلوقات ممكنا, وفيما اذا أجاب القرآن الكريم على ذلك, أو أشار اليها ضمناً عبر الآيات, أم أن أمر الوصول لهذه الحقائق  سيبقى مُبهماً وغيبياً ؟؟؟.

  

 كيف أجاب القرآن ؟ )) 

لطالما أن الله عز وجل قال في كتابه العزيز﴿ لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون ﴾ [ سورة الأنعام: 67], فهذا يعني: أن الله وضع لكل خبر زمن حتمي الوقوع, ولو كان ذلك بعد حين، ليأتي التأكيد مرة أخرى من رب العزة عن حتمية هذا  الحدوث, في سياق هذه الآية:( ولتعلمن نبأه بعد حين ).

 

في هذا السياق أقول: لطالما أن الله قد منح الإنسانية العقول, وقد أباحت هذه  العقول  للإنسان الانطلاق  بالبحث والتفكر على ارضية علمية ومعرفية للوصول الى الحقائق الكونية الغامضة, فكذلك أجاز لهذه العقول التدبر في هذا القرآن(أفلا يتدبرون), وعلى هذه  القاعدة لا بد من البحث عن الآيات القرآنية التي قد ترشدنا أو تقربنا ولو بالقدر البسيط من هذا السر الخفي, هنا لا بد من الاشارة الى أنني وبعد محاولات التحقق المتواصلة قد عثرت عمن أسهموا واجتهدوا في هذا المجال من الباحثين في العلوم القرآنية, وهم بطبيعة الحال متعددين, إلا أن اللافت للنظر من بينهم (على الأقل من وجهة نظري) هو الباحث الاسلامي/ الدكتور- محمد شحرور رحمة الله رحمة واسعة, الذي استطاع الوصول الى بعض الآيات القرآنية, التي استنبط من خلالها التفسيرات , فقد رأى الدكتور شحرور في الآية  "87" الواردة في سورة الحجر:﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ المفتاح لحل الاشكالية, والمدخل الموضح للثابتان الكونيان(pi-e) معتبراً أن السبع المثاني التي وردت في الآية هن 7 أيات (الۤـمۤ– الۤـمۤـصۤ - حـمۤ– طه – طـسۤـمۤ – يـسۤ- كۤـهـيـعۤـصۤ), مبيناً أن هذه الآيات وردت في تسعة عشر "19" سورة, فاذا ما تم حذف الأحرف المكررة من هذه الآيات يتبقى منها  11 حرف, معتبراً- أي (شحرور) إياها بمثابة "مقاطع صوتية", تشكل الحد الأدنى للكلام الإنساني الذي يشكل اللغة, ضارباً على ذلك مثال: لغة أهل " سيشيل", فاذا ما تم قسمة عدد السور الـ"19" على عدد الآيات الـ"7", وقسمة عدد المقاطع الصوتية الـ"11"على عدد الآيات الـ"7", ستتجلى النتيجة التي تُظهر لنا الثابتان الكونيان(e,pi) على النحو التالي:

 

   19/7=2,7142857142

11/7=1,5714285714

 

مما سبق تبين أن الثابتان اللذان تطرق لهما الدكتور شحرور في شروحاته هما: الثابت "E"=((2,71 ,,, والثابت "Pi"= (3,14/2=1,57),,عليه فقد اعتبر شحرور أن فرضية التواصل مع المخلوقات الأخرى ستكون مبنية على(الظاهرة الصوتية) التي استدل عليها من الآيات, معتبراً أن  هذه الظاهرة ليست حصراً على أهل الأرض, بل هي ظاهرة صوتية موجودة في جميع أرجاء الكون الفسيح, لأنها جزء من مركباته, وعليه إذا كان هناك مخلوقات في الفضاء فلغة الخطاب والتواصل معها حتماً ستكون من هذه الأصوات التي استنبطها من آيات( السبع المثاني).

 

في سياق متصل فقد ذكر الدكتور محمد شحرور أهمية الثوابت  للكون والمخلوقات, مبيناً أنها تصف الظواهر الطبيعية المتكررة, والمتزايدة, والمتناقصة, وقد ضرب مثالاً على ذلك تناقص درجات حرارة الشمس حيث أنها تصل الى الأرض  بمتوسط درجة حرارة تجعل الحياة على الأرض مناسبة لجميع المخلوقات, مقارنة بدرجتها الحقيقي والبالغ 6000 درجة, , موضحاً أن الثابت(إيe-) يصف هذا التناقص في درجات الحرارة, وضرب شحرور مثالاً آخراً على هذا الثابت من خلال توزع السكان والأطوال, معتبراً أن نفس المعادلة تصف التزايد والتناقص في الأطوال, وكذا ضرب على ظاهرة الأمواج المتزايدة والمتناقصة مثالاً, ليخلص الى القول: أن الثابتان الكونيان المذكوران يصفان جميع هذه الظواهر.


بعيداً عن القراءة الشخصية للدكتور محمد شحرور هناك استنباط آخر للثابت الكوني"e" دلتنا عليه الآية القرآنية 30 من سورة المدثر( عليها تسعة عشر ), والآية 44 من سورة الحجر(لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم), فهاتان الآيتان أخبرتا أن عدد أبواب جهنم سبعة"7", وأن عدد خزنتها تسعة عشر"19"(العددان 19 و7 يتطابقان مع معادلة آيات السبع المثاني) التي تطرق لها شحرور, فإذا ما قسمنا العدد 19 على العدد 7 يتبين لنا نفس الثابت الكوني "e" الذي دلت عليه آية السبع المثاني, وهو ذات الثابت  الذي يكتسب القيمة 2,7142857143 أو ما يُطلق عليه ثابت أويلر نسبة للعالم الفيزيائي ومؤسس علم التحليل الرياضي "ليونارد أويلر".

 

آية أخرى في القرآن الكريم تدلنا على الثابت الكوني "سرعة الضوء",,, قال رب العزة: }يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ{ ]السجدة[5 , بعيداً عن التفسير الحرفي لهذه الآية فسوف يتم التركيز على قوله تعالى }:يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ{ لبيان هذا المقدار الذي يظهر لنا سرعة الضوء.

معلوم بأن القمر يدور حول الأرض كل شهر يقطع فيها القمر مسافة 2,152,612,27 كم, (هذه الأرقام التي سأذكرها تالياً بإمكان أي شخص الحصول عليها من المواقع الالكترونية ذات العلاقة) فإذا ضربنا هذا الرقم في 12 شهر تكون المسافة التي يقطعها القمر في دورانه حول الأرض خلال سنة 25831347 كلم, وبضرب الرقم الأخير في"12000" تكون المسافة المقطوعة خلال الف عام 2583134723 بليون كم.


- المعادلة ( السرعة = المسافة/ الزمن)


سرعة الضوء=المسافة التي يقطعها القمر في دورانه حول الأرض في الف عام مقسومة على عدد ثواني اليوم الواحد التي تساوي 86164.09966 ثانية.              

                                      

النتيجة:

2583134723 بليون كم ÷ 86164.09966 ثانية= 299792.458 كم/ الثانية، وهذه هي سرعة الضوء بدقة شبه تامة، وهذا يعني أن هذا الرقم يتطابق مع الرقم الذي أُعلن عنه في المؤتمر العمي  الدولي للمعايير الذي انعقد في باريس سنة 1983.

 

أخيراً: 

على الرغم مما توصل اليه العالم بعلمائه وباحثيه من معرفة بقوانين هذا الكون وتركيباته تبقى هذه المعارف لا تذكر اطلاقاً قياساً مع حجم هذا الكون وأسراره, إلا ان محاولات الاستكشاف هذه ستبقى مستمرة, ويبقى معها دور العلم والعلماء, ودور الباحثين في العلوم القرآنية مسخر لهذه الاستكشافات, فهذه هي سنة الله في كونه وخلقه.

 

("Pi-e(بعض الاستخدامات الشائعة للثابتان الكونيان" 

 في الهندسة الكهربائية،  حل المسائل المختلفة-

- في الإحصائيات

- تتبع ديناميكيات السكان

- حل المشكلات الرياضية في الهندسة.

سلوك موجات السوائل .  دراسة وحساب

دراسة بنية العين

- فهم هيكل ووظيفة الحمض النووي

     - معالجة الإشارات وتحليل الطيف

.(GPS) - تحديد المواقع

 

ملاحظة مهمة: 

عناصر هذا المقال وأفكاره العلمية استنبطت واستقيت من أراء واحاديث بعض العلماء والباحثين.

- الباحث في العلوم القرآنية: الدكتور- المرحوم: محمد شحرور.

- الدكتور: محمد دودح.

- البروفيوسور العراقي/ عالم الفيزياء: محمد باسل الطائي.

- الشيخ: محمد راتب النابلسي.

- موقع الجزيرة نت " تقرير".

 - تقارير بعض مواقع السوشيال ميديا ذات العلاقة.

 

تنويه: 

هذا البحث ليس الهدف منه استنباط أي حكم شرعي او ديني, ولكنه محاولة مني للفهم, فان لم يُفد احدا فحسبي انه زادني علماً وايمانا .

الله ولي التوفيق

تابعنا على هذه الصفحات

   👇👇👇👇👇     

       

  • Facebook
  • Facebook page
  • twitter
  • YouTube
  • Telegram
  •  

    ليست هناك تعليقات

    رأيكم مهم وهو دعم منكم لنا

    إعلان أول الموضوع

    إعلان وسط الموضوع

    إعلان أخر الموضوع

    Back to top button