وصف المدون

إعلان الرئيسية

 


في الذكرى السنوية العاشرة لرحيل جنرال العسكرية الفلسطينية- الفريق الركن: عبد الرزاق المجايدة- عضو المجلس الثوري لحركة فتخ، وامين سر المجلس العسكري الأعلي لقوى الأمن الفلسطيني- رئيس أركان قوات عين جالوت، التابعة لجيش التحرير الفلسطيني، ومدير عام الأمن العام التابع للسلطة الوطنية الفلسطينية.
لقد تميز الفريق الركن عبد الرزاق المجايدة بالشجاعة والبسالة والتضحية، وقد شهد له بذلك رفاقه من الرعيل الأول لقوات الثورة الفلسطينية في محطات عديدة، أبرزها، حرب 1973، ومعركة بيروت في العام 1982، وحصار طرابلس"لبنان"، وحرب الكرامة في العام 1968 .
أما خلال مسيرته النضالية في ظل السلطة الوطنية الفلسطينية ، وقيادته لمديرية الأمن العام الفلسطيني التي أشرف على تشكيلها مطلع قيام السلطة أشهد ومن خلال قربي منه، ومرافقتي له بصحبة ثلة من الأخوة المناضلين الأفاضل عبر سنوات عديدة بأنه إجتمعت فيه صفات "سامية"عديدة، فقد كان بداية: يمثل القائد العسكري المنضبط، صاحب الهمة والقيافة العسكرية المشهود لها، المتحيز لقضيته الفلسطينية، مثالاً للاخلاق العسكرية، شديد الحزم في القضايا المتعلقة بوطنه، ولكنه كان عطوف ورحيم في ذات الوقت بأفراد المؤسسة العسكرية، وبمثابة الأب الروحي لكل قوات الامن الفلسطيني، دائم الحضور- سريع الجاهزية العسكرية، فما إن كان يعطي إشارته لنا كمرافقين بالجاهزية والحضور إلا وقد وجدناه قد سبقنا بالجاهزية، متوشحاً بزيه العسكري المتكامل- الذي لم يفارقه أغلب الأوقات، كان لا يعرف الخوف، ونحن نشهد له بذلك خلال مسيرتنا معه كمرافقين ورجال أمن، وفي هذا المقام أذكر جيداً أنه ذات مرة قال لي عندما تعذر حضوري للدوام بسبب الحاجز الذي نصبته الدبابات الإسرائيلية على مفترق نتسريم(البحر) إبان إنتفاضة الأقصى وبعد أن وضحت له السبب، فقال لي "إعتبر نفسك يا عبد في مهمة فدائية"، ويجب عليك أن تنفذها، فهمت من حديثه لي أنه كان يجب علي الحضور بأي شكل ومهما كانت الظروف، وبأي ثمن، أما الموقف الثاني الذي أشهد خلاله بشجاعته، فقد حضرنا ذات مرة الى مفترق نتسريم(صلاح الدين) وكانت آنذاك مواجهات بين الشباب الفلسطيني، والموقع العسكرية الإسرائيلي القائم على المفترق، بداية إنتفاضة الأقصى، وكان البرج العسكري الإسرائيلي آنذاك يطلق النار على الشبان، فقد ترجل الفريق رحمه الله من سيارته وسط إطلاق النار، وكنت من خشيتي أن تطاله إحد الرصاصات أحاول عمل ساتر بالجيب الخاص بالمرافقة بينه وبين نقطة المراقبة العسكرية الإسرائلية التي تطلق النيران إلا أنه لم يعر لذلك إهتمام، وكان يتحرك كلما تحركت بالجيب لحمايته، وقد تجلت يومها مشيئة الله بخروجنا من ذلك الموقف سالمين، فطلقة واحدة من رشاش (250) من برج المراقبة الإسرائيلي كانت كفيلة بالقضاء على أحد منا فوراً، أو أي من طاقم المرافقة برمته، ولكن الله سلم يومها،،، محطات وأحداث كثيرة مررنا بها شاهدة على سيرة هذا القائد العظيم لا يتسع المقام لذكرها.
في سياق مسيرة القائد "أبو العبد المجايدة" أشهد له ومن خلال قربي منه، بأنه كان وبخلاف شخصيته العسكرية كان يتحلى بالالتزام الديني والاخلاقي الرفيع، فقد كان محافظاً على صلواته، قارئا للقرآن ، باراً بوالديه، متسلحاً بأخلاقه وقيمه الإنسانية، كان أباً وإنساناً-لماحاً، مثالاً للشرف و النزاهة، إجتمع على حبه و إحترامه كل الفرقاء على الساحة الفلسطينية.
إلتقيته ذات مره في مكتبه في جمعية المحاربين القدماء بعد إحالته للتقاعد في العام 2005، فبمجرد دخولي مكتبه، فإذا به يقف ويتوجه نحوي، فعانقني وسلم علي بحرارة وجلسنا مقابل بعضنا البعض، نظرت لتعابير وجهه آنذاك فوجدتها ليست هي التي أعرفها، فقلت له "أراك مهموم" عمي ابو العبد- نعم "عم أبو العبد" فقد كنا في مواقف معينة نناديها هكذا، وكان لا يمتعض من ذلك، فصفة التواضع والقبول كانت من شيمه، فقد رد على سؤالي بالقول: إسمع يا عبد أنا لم أتعود على الجلوس في البيت دون تكليف وعمل، ولم أتعود على خلع البدلة العسكرية وترك المهام، أنا طوال حياتي عسكري وأحب العمل والمهام العسكرية،،، لقد شكلت تلك الكلمات لدي حزناً عميقاً، وكتمت دمعتي حينها، ولكن هذا الحزن وهذه الدمعة لم أستطع كتمهما حينما وصلني خبر رحيلة، سيما عندما ألقيت عليه نظرة الوداع وقبلت جبينه وهو مسجى على النعش في المسجد، إستعداداً للصلاة عليه ثم مواراته الثرى.
لقد رحل عنا الفريق عبد الرزاق المجايدة في الثامن من مايو عام ٢٠١٣ تاركاً خلفه إرثاً عسكرياً ونضالياً وإنسانياً عظيم، حري أن يدرس في الكليات والجامعات.
إلى جنة الخلد إذا شاء شاء الله يا قائدي ومعلمي، رحمك الله رحمة واسعة وجمعنا بك في الفردوس الأعلى، وستبقى ذكرى رحيلك في الثامن من مايو من كل عام محفورة في أعماقنا لنذكر مناقبك، وستبقى سيرتك العطرة نبراس لنا.


تابعنا على هذه الصفحات

   👇👇👇👇👇     

       

  • Facebook
  • Facebook page
  • twitter
  • YouTube
  • Telegram
  •  

    ليست هناك تعليقات

    رأيكم مهم وهو دعم منكم لنا

    إعلان أول الموضوع

    إعلان وسط الموضوع

    إعلان أخر الموضوع

    Back to top button